القائمة الرئيسية

الصفحات

بحر آرال : البحر الذي تحول إلى صحراء

بحر تحول إلى صحراء قاحلة



بحر آرال : البحر الذي تحول إلى صحراء




إن ما يميز كوكب الأرض هو التغير الدائم، تغير في مواضع القارات و المحيطات، والغطاء النباتي وانواع الحيوانات، وكل شيء. 


و ربما يعد المناخ على الأرض من أكثر الأشياء حساسية و يتغير بسرعة ملحوظة. و مما لاشك فيه أيضا أن انتشار النشاط البشري يساعد بشكل كبير في التأثير على المناخ و البيئة البرية والمائية. 


من بين أكثر الظواهر الشاهدة على ذلك، هو اختفاء بحر آرال، البحيرة التي كانت قبل نصف قرن تعد رابع أكبر بحيرة على الكوكب بمساحة تصل الى 68000 كيلومتر مربع، وأصبحت صحراء و مقبرة سفن تستظل تحتها الجمال. فما قصتها؟


ماهو بحر آرال


في الحقيقة بحر آرال هو بحيرة مالحة تقع في آسيا الوسطى، بين كازاخستان و أوزباكستان. يغذي هذه البحيرة نهرين أساسيين هما أمودريا و سيردريا. 

كان يطلق عليه العرب قديما بحر خوارزم. وهو اكثر المناطق انخفاضا في منطقة حوض توران الواسع. تحده بعض المناطق الصحراوية من الجنوب الشرقي.



تتصل بهذه البحيرة الكثير من المدن التي يمتهن سكانها صيد الأسماك، و أهمها مرفأ أورال. لكن الكثير من هذه المدن قد هجرها سكانها بعد أن جفت مياه البحيرة. أما المناطق المتاخمة للصحاري فيستوطنها بعض رعاة الماشية.




بحر آرال



لماذا جفت مياه بحر آرال؟


في سنة 1960 قرر الإتحاد السوفياتي أن يستغل الكثير من المناطق التابعة لأوزباكستان و كازاخستان في زراعة القمح والأرز و القطن. 



لفعل ذلك كان لا بد من توفر مصدر للمياه، فقرروا بذلك تحويل مجرى نهرين يغذيان البحيرة من الشمال لإستغلال مياههما في ري المناطق الزراعية. 


هذا التحويل أدى إل حرمان البحيرة من 20 الى 60 كيلومترا مكعبا من المياه العذبة سنويا. وبحلول سنة 1970، خسر بحر آرال تسعة أعشار مساحته.


أما المياه التي تبقت في البحيرة فقد تعرضت للتبخر المستمر مما أدى الى ارتفاع ملوحة المياه و موت ملايين الكائنات البحرية والأسماك بفعل الملوحة المفرطة و الجفاف.


هل سيختفي بحر آرال للأبد؟


بالنسبة للمنطقة الواقعة في أوزباكستان فلسوء الحظ أن ما تبقى من البحيرة قد يختفي للأبد. وذلك لكونها استنزفت لري محاصيل القطن. (ففي سنة 2011 احتلت اوزباكستان المرتبة الثانية عالميا في تصدير القطن.) و كذلك لجفاف المناخ في اوزباكستان بفعل التصحر و تناقص سقوط الأمطار و اختفاء الثلوج التي كانت تغطي المرتفعات الصخرية.



أما ما تبقى من هذه البحيرة في كازاخستان، فالعكس تماما، حيث بدأت البحيرة الصغيرة في الإنتعاش و استرداد عافيتها. 

فمنذ سنة 2005، ارتفع منسوبها بستة أمتار و ذلك بفضل مشاريع إعادة الإعمار الممولة من البنك الدولي. وكذلك تحسنت جودة المياه و انخفضت الملوحة وهذا ساعد في عودة الحياة المائية تدريجيا الى البحيرة.



بحر آرال...



نتائج جفاف بحر آرال


يعتبر جفاف بحر آرال من اكبر المشاكل البيئية التي سببها الإنسان في هذا الكوكب.

من أهم النتائج التي ترتبط بجفاف هذه البحيرة هو تدهور صحة المتساكنين الذين يقطنون المناطق المتاخمة للبحيرة، وذلك بفعل المبيدات و المواد الكيميائية التي ترسبت في قاع البحيرة.



مع تبخر الماء ، ترسبت هذه المبيدات وكونت طبقة خارجية في المنطقة الجافة التي تبخرت. أخذتها العواصف الرملية العنيفة على بعد عدة كيلومترات من الشاطئ. في هذه المنطقة ، يعد معدل وفيات الرضع من أعلى المعدلات في العالم ، وتتزايد حالات الإصابة بالسرطان وفقر الدم باستمرار.



كذلك انهار نشاط صيد السمك الذي كان يعتبر الركيزة الإقتصادية الكبرى لسكان تلك المناطق. فارتفعت نسبة البطالة و الركود الإقتصادي. على الصعيد المناخي، كان لجفاف بحر آرال أثر كبير على المناخ في تلك المنطقة، فقد أصبح الصيف أكثر سخونة و جفافا، أما الشتاء فقد أصبح أطول وأبرد.

 
المصدر هنا

تعليقات

التنقل السريع